المركز الدولي للعدالة الانتقالية: سماح جنوب أفريقيا للبشير بالمغادرة يوجه ضربة خطيرة لحقوق الضحايا وللعدالة الدولية

16/06/2015

نيويورك، 15 يونيو 2015 – في تحدٍ لأمر قضائي، غادر الرئيس السوداني عمر البشير جنوب أفريقيا. ويعد سماح حكومة جنوب أفريقيا له بالمغادرة خرقاً صريحاً لالتزاماتها في ظل نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. وبذلك لم يَعُد هناك أي احتمال قريب لاعتقال البشير وتحويله للمحكمة الجنائية الدولية ليواجه تهم جرائم الحرب، وجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الإبادة الجماعية.

يقول ديفيد تولبيرت، رئيس المركز الدولي للعدالة الإنتقالية " وجهت تصرفات حكومة جنوب أفريقيا ضربة خطيرة لحقوق ضحايا الأعمال الوحشية في دارفور، ولإمكانية تأسيس نظام موثوق به للعدالة الجنائية العالمية من خلال المحكمة الجنائية الدولية."

ويتفق هذا التصرف مع الأسلوب المتبع في مزاعم الاتحاد الأفريقي بأن المحكمة الدولية الجنائية تقوم بملاحقة الدول الأفريقية.

إن هذه المزاعم تتجاهل حقيقة أن أوغندا، وجمهورية الكونغو الديموقراطية، وجمهورية أفريقيا الوسطى، ومالي قاموا بإحالة أوضاع بلادهم للمحكمة الجنائية الدولية. كما قامت حكومتان مختلفتان في ساحل العاج بالاعتراف بسلطة المحكمة الجنائية الدولية لتمكينها من التحقيق في جرائم مزعومة في ساحل العاج. كما قام مجلس الأمن بالأمم المتحدة بإحالة أوضاع كل من دارفور وليبيا - التي أحيلت بتصويت أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر بالإجماع. ومن بين الثماني حالات التي أحيلت للمحكمة الجنائية الدولية، تظل كينيا الدولة الوحيدة التي أصبحت محل تحقيق بمبادرة من مدّعي المحكمة.

في حين أنه لا يوجد أدنى شك بأن الاتحاد الأفريقي قد نجح في حشد قادة الدول الأفريقية من أجل التنديد بالمحكمة الجنائية الدولية كأداة للإستعمار الجديد، تظل الحقيقة أن المحكمة عملت بشكل حصري بطلب من قِبل دول أفريقية مختلفة أو من قِبل مجلس الأمن بالأمم المتحدة.

إن موقف الإتحاد الأفريقي، وقرار حكومة جنوب أفريقيا اليوم، يُمثلان أكبرتهديد لنضال استمرعقوداً طويلةً من أجل إحترام ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان.

وعلق تولبيرت: "مهما كانت الانتقادات حول أثر وفاعلية المحكمة الجنائية الدولية، فإن الاتحاد الأفريقي يخاطر بتأسيس "نادي الإفلات من العقاب" الأكثر فعالية في العالم، باستخدامه حججاً زائفة من أجل غربلة المشتبهين رفيعي المستوى وعرقلة سيرالعدالة". وأكمل: " إنه لمن المحزن أن تقوم جنوب أفريقيا ، وقد كانت مثالاً عالميا في التقدم نحو السلام من خلال تدابير الحقيقة، والعدالة والكرامة، بتقويض قضية العدالة للكثير من الضحايا. "

للاتصال

ميريديث بارجيس، منسقة أولى - قسم التواصل، المركز الدولي للعدالة الإنتقالية بريد إلكتروني: mbarges@ictj.org
هاتف: 917-637-3846


الصورة: عمر حسان البشير ، رئيس السودان ، يستمع الى خطاب خلال إفتتاح الدورة العشرين من الشراكة الجديدة لتطوير أفريقيا في أديس أبابا، أثيوبيا في 31 يناير 2009 .( جيسي ب. أوالت / (Jesse B. Awalt/البحرية الأميريكية)